فصل: تابع سنة إحدى وخمسين وسبعمائة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: السلوك لمعرفة دول الملوك **


 وفي رجب

سار ركب الحجاج الرجبية فلقوا الشريف عجلان بالعقبة وقد أخرجه أخوه ثقبة من مكة‏.‏

فقدم عجلان إلى القاهرة ودخل على السلطان وطلب منه تجريد عسكر معه فلم يجب إلى ذلك‏.‏

ورسم له بشراء مماليك واستخدام الأجناد البطالين فشرع في ذلك‏.‏

وقدم كتاب أخيه ثقبة يشكو منه فكتب لعجلان توقيع بإمرة مكة‏.‏

بمفردة واشترى أربعين مملوكا واستخدم عشرين جندياً وأنفق فيهم خمسمائة درهم كل واحد ثم استجد عجلان طائفة أحرى حتى صار في مائة فارس‏.‏

وحمل معه حملين نشاباً وقسياً ونحوها وسافر إلى مكة

وفيه توجه السلطان لسرحة سرياقوس‏.‏

وفيه أنعم على الأمير قطلوبغا الذهبي بإقطاع الأمير لجحين أمير آخور بعد إمرته وأنعم لإمرته وتقدمته على عمر بن أرغون النائب‏.‏

وفيه أخرج بكلمش أمير شكار لنيابة طرابلس عوضا عن أمير مسعود بن خطير وكتب بإحضار أمير مسعود‏.‏

وفيه هجم ابن معين بعربه على الأطفيحية فقاتله أهلها فكسرهم بعد أن قتل منهم عدة قتلى كبيرة تبلغ المائتي رجل‏.‏

وفيه قدم حمل سيس بحق النصف لخراب بلادهم‏.‏

وفيه قدم كتاب الشريف ثقبة وصحبته محضر ثابت يتضمن الشكر من سيرته وتكذيب عجلان فيما نقل عنه فكتب باستقراره شريكا لأخيه عجلان‏.‏

وفيه كتب بعود أمير مسعود إلى دمشق بطالا حتى ينحل من الإقطاع ما يليق به‏.‏

فعاد من الرملة إلى دمشق وأنعم عليه بإمرة طبلخاناه ورسم بجلوسه فوق الأمراء المقدمين‏.‏

وفيه خلع على الأمير فارس الدين ألبكي واستقر في نيابة غزة بعد موت دلنجي وأنعم بإمرته على أخيه وأنعم على قطليجا الدوادار بإمرة طبلخاناه‏.‏

وفيه قدم قرا وأشقتمر المتوجهين إلى الشيخ حسن وإلى الأشرف دمرداش بن جوبان بكتابيهما‏.‏

وذكر الشيخ حسن في كتابه أن دمرداش إنما طلب الود مكراً منه فإن رسوله إنما قدم مصر لكشف أمر عسكرها فإنه طمع في أخذ البلاد‏.‏

وفيه توجه الأمير طاز لسرحة البحيرة وأنعم عليه بعشرة آلاف أردب شعير وخمسين ألف درهم بناحية طموه من الجيزية زيادة على إقطاعه‏.‏

وفيه توجه السلطان إلى بر الجيزة ليتم صوم شهر رمضان بها‏.‏

وفيه تواردت تقادم نواب الشام والأمراء بديار مصر على الأمير بيبغا روس لحركته للحج‏.‏

وفي شوال‏:‏ قدم السلطان من بر الجيزة إلى القلعة‏.‏

وفي خامس عشره‏:‏ خرج محمل الحاج إلى بركة الحاج صحبة الأمير بزلار أمير سلاح‏.‏

وخرج طلب الأمير بيبغاروس النائب بتجمل زائد وفيه مائة وخمسون مملوكا معدة بالسلاح وخرج طلب الأمير طاز وفيه ستون فارسا‏.‏

فرحل النائب قبل طاز بيومين ثم رحل الأمير طاز بعده ثم رحل بزلار بالحجاج ركباً ثالثاً في عشريه وفي يوم السبت رابع عشره‏:‏ عزل الأمير منجك من الوزارة وكان الأمير شيخو قد خرج إلى العباسة‏.‏

وذلك أن السلطان بعد توجه الأمير شيخو طلب القضاة والأمراء فلما اجتمعوا

بالخدمة قال لهم‏:‏ ‏"‏ يا أمراء هل لأحد على ولاية حجر أو أنا حاكم نفسي ‏"‏‏.‏

فقال الجميع‏:‏ ‏"‏ يا خوند ما ثم أحد يحكم على مولانا السلطان وهو مالك رقابنا‏.‏

فقال‏:‏ ‏"‏ إذا قلت لكم قولا ترجعوا إليه ‏"‏ فقالوا جميعاً‏:‏ ‏"‏ نحن في طاعة السلطان وممتثلون ما يرسم به ‏"‏‏.‏

فالتفت إلى الحاجب وقال‏:‏ ‏"‏ خذ سيف هذا ‏"‏‏.‏

وأشار إلى منجك فأخذ سيفه وأخرج وقيد ونزلت الحوطة على أمواله مع الأمير كشلى السلاح دار فوجد له خمسون حمل جمل زردخاناه و لم يوجد له كثر مال فرسم بعقوبته ثم أخرج إلى الإسكندرية فسجن بها‏.‏

وساعة قبض عليه رسم بإحضار الأمير شيخو من العباسة على لسان بعض الجمدارية وإعلامه

بمسك منجك‏.‏

فقام الأمير منكلى بغا والأمير مغلطاي في منعه من الحضور ومازالا يخيلان السلطان منه حتى كتب له مرسوم بنيابة طرابلس على يد طينال الجاشنكير فلقيه طينال قريب بلبيس وقد عاد صحبة الجمدارية وأوقفه على المرسوم فأجاب بالسمع والطاعة وبعث شيخو يسأل في الإقامة بدمشق فكتب له بخبز الأمير بلك بدمشق وحضور بلك فتوجه شيخو إليها وفيه قبض على الأمير عمر شاه الحاجب وأخرج إلى الإسكندرية وفيه أنعم على الأمير طنيرق باستقراره رأس نوبة كبيراً وفيه قبص على حواشي منجك وعلى عبده عنبر البابا وصودر‏.‏

وكان عنبر البابا قد أفحش في سيرته مع الناس وشره في قطع المصانعات وترفع ترفعا زائدا‏.‏

فضرب ضرباً مبرحا وأخذ منه نحو سبعين ألف درهم وفيه ضرب بكتمر شاد الأهراء فاعترف للوزير باثني عشر ألف أردب غلة اشتراها منجك من أرباب الرواتب والصدقات على حساب ستة دراهم الأردب وسبعة دراهم‏.‏

وفي مستهل ذي القعدة‏:‏ قبض على ناظر الدولة والمستوفين وألزموا بخمسمائة ألف دينار‏.‏

فترفق في أمرهم الأمير طنيرق حتى استقرت خمسمائة ألف درهم وزعها الموفق ناظر الدولة على جميع المباشرين من الكتاب والشهود والشادين ونحوهم وألزم كل منهم بحمل معلومه عن ستة أشهر‏.‏

فاشتد شاد الدواوين في استخراحها وأخرق بجماعة منهم والتزم علم الدين عبد الله بن زنبور ناظر الخاص والجيش بتكفية جميع الأمراء والمقدمين بالخلع من ماله وقيمتها خمسمائة ألف درهم وفصلها وعرضها على السلطان‏.‏

فبعث السلطان بها إلى الأمراء وركبوا بها الموكب وقبلوا الأرض فكان موكباً جليلا وفيه قبض على أسندمر كاشف الوجه القبلي وناصر الدين محمد بن الدوادارى متولي المحلة والغربية وألزم ابن الدواداري بحمل مائة ألف درهم‏.‏

وفيه قبض على الفأر الضامن وضرب بالمقارع وأخذ منه جملة مال وسجن‏.‏

وفي يوم السبت ثامنه‏:‏ خلع على الأمير بيبغا ططر حارس الطير واستقر في نيابة السلطنة عوضا عن بيبغا روس بعد ما عرضت على أكابر الأمراء فلم يقبلها أحد‏.‏

وتمنع بيبغا ططر تمنعاً كبيراً ثم قبلها‏.‏

وفيه استقر الأمير مغلطاي رأس نوبة عوضاً عن طينرق‏.‏

وأطلق له التحدث في أمور الدولة كلها عوضاً عن الأمير شيخو مضافا إلى ما بيده من التحدث في الإصطبل‏.‏

وفيه استقر الأمير منكلى بغا الفخري رأس المشورة أتابك العساكر وأنعم على ولده بإمرة‏.‏

ودقت الكوسات وطبلخاناه الأمراء بأجمعها وزينت القاهرة ومصر يوم الأحد تاسعه واستمرت ثمانية أيام وفيه قدم الخبر صحبة الأمير طشبغا الدوادار من دمشق بأن الأمير شيخو لما قدم دمشق ليلة الثلاثاء رابع ذي القعدة أظهر طينال كتابا بأن يستقر شيخو على إمرة بلك السلامي وتجهز بلك إلى القاهرة‏.‏

فقدم من الغد الأمير أرغون التاجي بإمساكه فقيد وأخرج من دمشق‏.‏

وكان شيخو لما قدم تلقاه النائب وأخرج له كتاب السلطان‏.‏

بمكة وإرساله صحبة الأمير طيلان‏.‏

فحل شيخو سيفه بيده وقال‏:‏ ‏"‏ وأي حاجة إلى غدونا إلى الشام كفي هتكنا في مصر‏.‏

ثم قال للنائب‏:‏ ‏"‏ والله يا أمير ما أعرف لي ذنباً غير أني كنت جسرا بينهم أمنع بعضهم من الوصول إلى

وفيه قبض على ملك آص شاد الدواوين وعلى شهاب الدين أحمد بن علي بن صبح وتسلم سيفهما طشبغا‏.‏

وفيه أركب قطلوبغا فخرج أخوه مغلطاي رأس نوبة إلى لقائه‏.‏

وفيه قدم الأمير شيخو إلى قطيا فتوجه به متسلمه منها إلى الطينة وأوصله إلى الإسكندرية فسجن بها‏.‏

وفيه خلع على طشبغا واستقر على ما كان عليه دواداراً‏.‏

وتصالح هو وعلاء الدين علي بن فضل الله كاتب السر بحضرة الأمراء وبعث كل منهما إلى الآخر هدية‏.‏

وكان لما أمسك منجك خرج الأمير قردم إلى الأمير طاز وأمير بزلار أمير الركب بكتاب السلطان يتضمن القبض على الوزير منجك وأنهما يحترسان على الأمير بيبغاروس‏.‏

وكتب يبغا روس بتطييب خاطره وإعلامه بتغير السلطان على أخيه لأمور صدرت منه اقتضت مسكه وأنه مستمر على نيابة السلطنة فإن أراد العود عاد وان أراد الحج حج‏.‏

فركب الأمير قردم يوم القبض على الوزير منجك الهجن وقت العصر وأوصل طاز وبزلار كتابيهما ومضى إلى بيبغاروس وقد نزل سطح العقبة‏.‏

فلما قرأ بيبغاروس الكتاب وجم ثم قال‏:‏ ‏"‏ كلنا مماليك السلطان ‏"‏ وخلع على الأمير قردم وكتب جوابه بأنه ماض لأداء الحج‏.‏ ثم إن السلطان رسم للأمير صرغتمش أن يدخل الخدمة مع الأمراء بعد أن عزله من وظيفة الجمدارية هو وأمير على وكانا من جملة حاشية شيخو‏.‏

وفي يوم الأربعاء ثاني عشره‏:‏ أمسك الأمير عمر شاه الحاحب والأمير آقبغا البالسي‏.‏

وأخرج عمر شاه إلى الإسكندرية ونفي أقبغا البالسي وطشتمر القاسمي إلى طرابلس‏.‏

وأخرج أمير على إلى الشام وأخرج الأمير صرتمش لكشف الجسور بالصعيد‏.‏

وفيه ألزم أستادار بيبغا روس بكتابة حواصله وندب الأمير آقجبا الحموي لبيع حواصل منجك‏.‏

وأخذت جواري النائب بيبغا روس ومماليكه وجواري منجك ومماليكه إلى القلعة‏.‏

وطلع من مماليك منجك خمسة وسبعون مملوكاً صغاراً وطلع من جواري بيبغا روس خمس وأربعون جارية فلما وصلن إلى دار النيابة بالقلعة صحن صيحة واحدة وبكين فأبكين من هناك

وفي يوم الجمعة رابع عشره‏:‏ نفي ابن العرضي إلى حماة بعد ما صورد‏.‏

وفيه خلع على بابان السناني نائب البيرة وقد حضر منها واستقر أستادارا عوضا عن الأمير منجك الوزير‏.‏

وفيه قدم الخبر أن الأمير أحمد الساقي نائب صفد خرج عن الطاعة‏.‏

وسببه أنه لما قبض على الوزير منجك خرج الأمير قمارى الحموي وعلى يده ملطفات لأمراء صفد بالقبض على أحمد فبلغه ذلك من هجان جهزه إليه أخوه فندب الأمير أحمد الساقي طائفة من مماليكه لتلقى قمارى‏.‏

وطلب نائب قلعه صفد وديوانه وأمره أن يقرأ عليه كم له بالقلعة من غلة فأمر لمماليكه منها بشيء فرقه عليهم إعانة لهم على ما حصل من المحل في البلاد وبعثهم ليأخذوا ذلك فعندما طلعوا القلعة شهروا سيوفهم وملكوها فقبض الأمير أحمد الساقي على عدة من الأمراء وطلع بحريمه إلى القلعة وحصنها وأخذ مماليكه قمارى وأتوه به فكتب السلطان لنائب عزه ونائب الشام تجريد العسكر إليه ورسم بالإفراج عن فياض بن مهنا وعيسى بن حسن الهجان أمور العايد وخلع عليه وجهز وأخذت الهجن من جمال الدين بقر أمير عرب الشرقية وأعيدت إلى علي بن حسن‏.‏

وكانت الأراجيف قد كثرت بأن الأمير طاز قد تحالف هو والأمير بيبغا روس بعقبة أيله فخرج الأمير فياض وعيسى بن حسن أمير العايد ليقيما على عقبة أيلة بسبب بيبغا روس‏.‏

وكتب لعرب شطي وبني عقبة وبني مهدي بالقيام مع الأمير فضل وكتب لنائب غزة بإرسال السوقة إلى العقبة‏.‏

وفيه خلع على شهاب الدين أحمد بن قزمان بنيابة الإسكندرية عرضاً عن بكتمر المؤمني‏.‏

وفيه خلع على الأمير أرلان أمير آخور واستقر في نيابة الكرك عوضا عن جركتمر‏.‏

وأنعم وفي يوم الأربعاء سادس عشريه‏:‏ قدم سيف الأمير بيبغا روس وقد قبض عليه‏.‏

وذلك أنه لما وردعليه الكتاب‏.‏

بمسك أخيه منجك اشتد خوفه وطلع إلى العقبة ونزل المنزلة فبلغه أن الأمير طاز والأمير بزلار ركبا للقبض عليه فركب‏.‏

بمن معه من الأمراء والمماليك بآلة الحرب‏.‏

فقام الأمير عز الدين إزدمر الكاشف‏.‏

بملاطفته وأشار عليه ألا يعجل وأن يكشف عن الخبر أولا فبعث الأمير بيبغا روس نجاباً في الليل لذلك فعاد وأخبروا أن الأمير طاز مقيم بركبه وأنه سار بهم وليس فيهم أحد لابس عدة الحرب فقلع الأمير بيبغا روس السلاح هو ومن معه وتلقى طاز وسأله عما تخوف منه فأوقفه طاز على كتاب السلطان إليه‏.‏

فلم ير بيبغا روس فيه ما يكره فاطمأن ورحل كل منهما بركبه من العقبة‏.‏

فأتت الأخبار إلى الأمراء باتفاف طاز وبيبغا روس فكتب السلطان إلى طاز بزلار أمير الركب بالقبض على بيبغا روس قبل دخول مكة وتوجه إليهما طيلان الجاشنكير وقد رسم له أن يتوجه مع بيبغا روس إلى الكرك وجرد فياض وعيسى بن حسن إلى العقبة ثم خرج الأمير أرلان‏.‏

بمضافية تقوية لهما‏.‏

فلما قدم طيلان على طاز وبزلار كتبا إلى أزدمر الكاشف يعلمانه‏.‏

بما رسم به لهما من مسك بيبغا روس ويؤكدان عليه في استمالة الأمير فاضل والأمير محمد بن بكتمر الحاجب وبقية من مع

بيبغاروس وتعجيزهم عن القيام معه فأخذ أزدمر الكاشف في تنفيذ ذلك‏.‏

ثم كتب طاز وبزلار لبيبغا روس أن يتأخر لسماع مرسرم السلطان حتى يكون دخولهم مكة جميعاً فأحس بيبغا روس بالشر وهم بالتوجه إلى الشام فمازال أزدمر الكاشف به حتى رجعه عن ذلك‏.‏

وعند نزول بيبغا روس المويلحة قدم طاز وبزلار فتلقاهما وأسلم نفسه من غير ممانعة فأخذوا سيفه وأرادا تسليمه لطيلان حتى يحمله إلى الكرك‏.‏

فرغب بيبغا روس إلى طاز أن يحج معه فأخذه صحبته محتفظا به وكتب بذلك إلى السلطان فتوهم السلطان ومغلطاى أن طاز قد مال مع بيبغاروس‏.‏

وتشوشا تشوشاً زائداً ثم أكد ذلك ورود الخبر بعصيان أحمد في صفد وظنوا أنه مناظر لبيبغا روس فأخرج طيلان ليقيم على الصفراء حتى يرد الحجاج إليها فيمضي بيبغا إلى الكرك